التهاب الحويضة والكلية عند القطط؛ الأعراض وكيفية العلاج

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
التهاب الحويضة والكلية عند القطط؛ الأعراض وكيفية العلاج

التهاب الحويضة والكلية عند القطط؛ (Cat pyelonephritis) يعد واحدًا من أكثر أنواع العدوى شيوعًا التي يمكن أن تصاب بها القطط. يطلق عليه أيضًا عدوى الكلى عند القطط، وتكمن خطورة هذا المرض إذا ترك دون علاج، لأن هذا سيؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي.

ما هو التهاب الحويضة والكلية عند القطط؟

يتكون الجهاز البولي العلوي من الكلى والحالبين (الأنابيب التي تربط الكلى بالمثانة). إذا حدث وأُصيب هذا الجهاز بالعدوى البكتيرية فإنها غالبًا ما تصيب المثانة والإحليل (الأنبوب الذي يخرج البول من الجسم). وعندها تسمى هذه الالتهابات بالتهابات المسالك البولية السفلية. أما التهاب الحويضة والكلية فإنه يوصف بأنه عدوى في المسالك البولية العلوية لأنه يصيب الكلى، ويسمى أحيانًا بعدوى الكلى عند القطط.

أسباب التهاب الحويضة والكلية عند القطط

السبب الأكثر شيوعًا الذي يقف وراء التهاب الحويضة والكلية عند القطط هو صعود البكتيريا من المسالك البولية السفلية (أي المثانة) إلى الكلى. تعد بكتيريا الإشريكية القولونية أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في القطط المصابة بعدوى الكلى. كذلك فإنها مسؤولة عن 33-50٪ من جميع الإصابات البكتيرية التي تحدث في الكلى والجهاز البولي.

هناك أيضًا أنواع أخرى من البكتيريا قد تسبب التهاب الحويضة والكلية، ومنها:

  • Proteus.
  • Streptococcus.
  • Klebsiella.
  • Enterobacter.
  • Pseudomonas.

غالبًا ما تصيب تلك الأنواع من البكتيريا المسالك البولية السفلية ثم تنتقل إلى الجزء العلوي من المسالك البولية. كذلك فإن البكتيريا اللاهوائية (البكتيريا التي يمكنها العيش والنمو في بيئة منعدمة الأكسجين أو تحتوي على قدر ضئيل منه) وأيضًا الفطريات يمكنها التسبب في التهاب الحويضة والكلية عند القطط لكنها أقل شيوعًا. تعد أمراض اللثة وأمراض الأسنان من المصادر الأخرى المحتملة لالتهاب الحويضة والكلية عند القطط.

إذ يمكن أن تنتقل البكتيريا من الأسنان والفم إلى مجرى الدم وتشق طريقها إلى الكلى مسببةً العدوى. تتكاثر البكتيريا وتلتصق في المسالك البولية بسبب عدم قدرة الجهاز المناعي لدى القط على إيقاف انتشار هذه البكتيريا القط.

تختلف أشكال هذا المرض تبعًا لشدته، فقد يكون التهاب الحويضة والكلية حادًا أو مزمنًا. تفرز الخلايا الأنبوبية الكلوية في التهاب الحويضة والكلية الحاد مواد تسبب الالتهاب، مما يساهم في فشل الكلى. أما في التهاب الحويضة والكلية المزمن فإنه يتطور ببطء ولن يؤدي إلى الفشل الكلوي إلا إذا تُرك دون علاج.

عوامل خطر للإصابة بالتهاب الحويضة والكلية عند القطط

هناك العديد من الحالات التي تزيد خطر الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية، ومنها:

  • التصاق الحالبان بالمثانة بطريقة خاطئة.
  • الارتجاع المثاني الحالبي: يسبب ارتجاع البول من المثانة إلى الحالب.
  • وجود خلل في النسيج الكلوي، ينتج عنه نمو غير طبيعي لخلايا الكلى.

كذلك توجد بعض الأمراض أو الإجراءات الطبية التي تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية بما في ذلك:

  • داء السكري (وجود الجلوكوز يجعل البول جاذبًا للبكتيريا)
  • الفشل الكلوي.
  • احتباس البول.
  • حصوات المثانة أو الكلى.
  • تناول الأدوية التي تحتوي على المنشطات.
  • تركيب القسطرة.
  • فغر الإحليل (أي إنشاء فتحة بولية جديدة في مجرى البول).

أعراض التهاب الحويضة والكلية عند القطط

تتفاوت الأعراض السريرية في شدتها فيمكن أن تكون حادة أو خفيفة أو بلا أعراض، ويحدث هذا خاصةً في الحالات المزمنة. أكثر أعراض التهاب الحويضة والكلية عند القطط شيوعًا ما يلي:

  • الحمى.
  • القيء.
  • فقدان الشهية.
  • حدوث تغيرات في عادات التبول.

قد تظهر أعراض إضافية عند بعض القطط، مثل:

  • زيادة استهلاك الماء.
  • ألم البطن.
  • الشعور بعدم الراحة.

ومع ذلك، فإن عددًا كبيرًا من القطط المصابة بالتهاب الحويضة والكلية لا تظهر عليها علامات سريرية. يشتد ظهور هذه الأعراض إذا تزامنت مع الفشل الكلوي الحاد أو تعفن الدم، وتظهر مجموعة مختلفة من الأعراض تبعًا لذلك، ومنها:

  • فقدان الشهية.
  • الخمول.
  • فقدان الوزن.
  • زيادة العطش.
  • كثرة التبول.
  • التقيؤ.
  • تقرحات الفم.
  • ظهور دم في البول.

وفقًا لما أظهرته نتائج الدراسات الحديثة، فإن القطط المصابة بعدوى الكلى أو التهاب الحويضة والكلية أقل عرضة للإصابة بألم البطن والحمى مما كان يعتقد سابقًا ولكن لا تزال هذه الأعراض تظهر لدى بعض القطط.

تشخيص التهاب الحويضة والكلية في القطط

يشخص التهاب الحويضة والكلية من خلال:

  • التاريخ الطبي الكامل.
  • الفحص البدني الشامل.
  •  بعض التحاليل المعملية مثل:
  • تحليل البول.
  • مزرعة البول.

تعد مزرعة البول هي المعيار الذهبي لتشخيص عدوى الكلى في القطط وتجرى عن طريق الحصول على عينة بول معقمة وإرسالها إلى المختبر لفحصها. وعليه سيحدد المختبر ما إذا كانت هناك بكتيريا موجودة في البول، وما نوع البكتيريا وكذلك والمضادات الحيوية التي تستطيع القضاء مع أنواع البكتيريا المعزولة.

تلعب الفحوصات التصويرية، مثل: الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية دورًا هامًا في تأكيد التشخيص بعدوى الكلى واستبعاد الأسباب الأخرى التي تشترك مع نفس الأعراض عند القطط. يوصى الطبيب البيطري عادةً بمتابعة وظائف الكلية بعد أسبوع أو أسبوعين من إيقاف العلاج، وذلك عن طريق تكرار الفحوصات الآتية:

  • تحليل البول.
  • مزرعة بول.
  • الفحص البدني الشامل.
  • تعداد الدم الكامل.

ستختلف الاختبارات المطلوبة ومدى تكرارها اعتمادًا على الحالة المرضية لكل قط ومدى استجابته للعلاج، إذ يختلف التشخيص تبعًا لعوامل الخطر الفردية للمرض وما إذا كان يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم أم لا.

يمكن أن يكون التهاب الحويضة والكلية أسوأ بالنسبة للقطط المصابة بأمراض الغدد الصماء المؤهبة، مثل: مرض السكري أو أمراض المسالك البولية المزمنة، مثل: الحصوات، والتهاب المثانة، والأورام التي تؤثر على الكلى أو أمراض الكلى المتقدمة.

علاج التهاب الحويضة والكلية عند القطط

تعالج القطط المصابة بالتهاب الحويضة والكلية عادةً في المنزل. ولا تحتجز في العيادة البيطرية ما لم يكن لديها تسمم الدم (انتشار البكتيريا في الدم)، أو علامات تشير للفشل الكلوي. إذا كان التهاب الحويضة والكلية يصاحبه أمراض الكلى المزمنة، فقد يوصي الطبيب البيطري باتباع نظامًا غذائيًا لدعم الكلى، مثل: حمية هيلز.

يعتمد العلاج بشكل أساسي على تحديد السبب الرئيسي وراء التهاب الحويضة والكلية، فمثلًا: يجرى تغيير موضع الحالب جراحيًا لتصريف البول بشكل صحيح إلى المثانة. وأيضًا يُعد انسداد المسالك البولية الناتج عن حصوات المثانة حالة طبية طارئة وغالبًا ما يتم علاجه بالجراحة. يختار الطبيب البيطري المضادات الحيوية لعلاج التهاب الحويضة والكلية عند القطط. بناءً على البكتيريا الموجودة في تحليل البول وكذلك حساسية المضادات الحيوية.

يجب أن يقتل المضاد الحيوي المختار البكتيريا وأن يكون موجودًا بمستويات مناسبة في الدم والبول ويجب ألا يكون سامًا للكلى. يتم إعطاء المضادات الحيوية بشكل عام لمدة 4-6 أسابيع لعلاج التهاب الحويضة والكلية.

مصير القطط بعد العلاج من التهاب الحويضة والكلية

القطط المصابة بالتهاب الحويضة والكلية الحاد تعود إلى صحتها الطبيعية إلا إذا كانت تعاني أيضًا من حصوات الكلى أو أمراض الكلى المزمن أو انسداد المسالك البولية أو سرطان المسالك البولية. أما القطط المصابة بالتهاب الحويضة والكلية المزمن أو المتكرر، فمن الصعب حدوث الشفاء التام ويكون تشخيصها أكثر خطورة. قد ينتج عن ذلك تلف دائم في الكلى ومرض كلوي مزمن مع فشل كلوي.

الأسئلة الشائعة حول المرض

ماذا يحدث بعد تشخيص قطتي بالتهاب الحويضة والكلية؟

تجرى تحليلات البول المتكررة، وزراعة البول بعد 5 إلى 7 أيام في أثناء العلاج بالمضادات الحيوية، وكذلك بعد انتهاء العلاج بالمضادات الحيوية بأربعة أسابيع.

ما المضاعفات المحتملة التي قد تصيب قطتي؟

تشمل المضاعفات المحتملة لالتهاب الحويضة والكلية الفشل الكلوي والتهابات الكلى المتكررة وانتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل بطانة القلب أو المفاصل).

ختامًا فإن التهاب الحويضة والكلى عند القطط؛ (Cat pyelonephritis) يعد مرضًا مختلف الأنواع. فعندما يكون حادًا يصبح من السهل علاجه دون حدوث مضاعفات، أما إذا كان مزمنًا أو متكررًا فقد ينتهي بالفشل الكلوي، لذلك فإن العلاج السريع يقي من حدوث المضاعفات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق