ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب؛ أنواعه ومضاعفاته وهل يجدي العلاج نفعا؟

د.مروة أبوالسعود
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 10 أبريل, 2024
ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب؛ أنواعه ومضاعفاته وهل يجدي العلاج نفعا؟

ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب (Progressive Retinal Atrophy in dogs) هو حالة مرضية وراثية أو مجموعة من الأمراض التنكسية، التي تؤثر على قدرة الكلب على الرؤية. يوجد نوعان مختلفان من PRA، ورغم أنه لا يسبب أي منهما ألمًا، إلا أن كلاهما أمراض تنتهي بالعمى. تعرف إلى أنواعه ومضاعفاته وهل يجدي العلاج نفعا؟

الصفة التشريحية للشبكية

الشبكية هي طبقة من الخلايا الحساسة للضوء توجد في الجزء الخلفي من العين تحتوي على خلايا تسمى المستقبلات الضوئية. عندما يدخل الضوء إلى العين، يُركز بواسطة العدسة على شبكية العين، حيث يتحول إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ للمعالجة والتفسير. الخليتان الرئيسيتان للمستقبلات الضوئية في شبكية العين هما الخلايا العصوية والخلايا المخروطية.

تحتوي عيون الكلب على العصي أكثر من المخاريط. الخلايا العصوية هي المسؤولة عن الرؤية في الإضاءة المنخفضة وكشف ومتابعة الحركة، أما الخلايا المخروطية، فهي المسؤولة عن اكتشاف اللون. لا تعمل الخلايا المخروطية بصورة جيدة في الإضاءة المنخفضة.

أسباب ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب

في معظم حالات ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب، تتدهور الخلايا العصوية أولاً مما يتسبب في تأثر الرؤية الليلية قبل الرؤية في أثناء النهار، ولكن في النهاية تتدهور الخلايا المخروطية أيضًا وتنتهي بالعمى الكامل. هناك صورتان رئيسيتان من PRA المعترف بهما في الكلاب، وهما:

  • خلل التنسج الشبكي (الشكل المبكر)

يُشخص عادةً في الجرو بعمر 2 – 3 أشهر. تتطور الخلايا العصوية والمخروطية بصورة غير طبيعية، مما يؤدي إلى ظهور مبكر للعمى. عادةً ما تتأثر كل من العصي والأقماع.

  • PRA (الشكل المتأخر)

يمكن اكتشافه في الكلاب البالغة (الذين تتراوح أعمارهم بين 3 – 9 سنوات). تتطور خلايا الشبكية بصورة طبيعية، ولكن بمرور الوقت، تبدأ الخلايا في التدهور.

تشمل الأسباب الأخرى لتطور العمى ببطء في الكلاب إعتام عدسة العين التدريجي البطيء، والزرق، والتهاب القزحية، وخلع العدسة، ومرض العصب البصري.

أنواع الضمور التدريجي لشبكية عين الكلاب

يوجد نوعان من ضمور الشبكية التدريجي يؤثران في الكلاب ويُعد كلا منهما وراثيًا:

الضمور التقدمي المعمم للشبكية (GPRA)

يُعد ضمور الشبكية التقدمي المعمم الشكل الأكثر شيوعًا. وقد يحدث في الكلاب الكبيرة والجراء على حدِ سواء. لا تتطور الخلايا العصوية والمخاريط بصورة صحيحة في الضمور التقدمي المعمم المبكر لشبكية العين، لذا يعاني الكلب مشاكل في الرؤية. تتدهور الخلايا المستقبلة للضوء تدريجيًا وبمرور الوقت؛ لذا يكون فقدان البصر تدريجيًا. لا يمكن ملاحظة هذا النوع من ضمور الشبكية التدريجي حتى عمر ثلاث سنوات، عندما يبدأ الكلب في إظهار مؤشرات ضعف البصر.

الضمور المركزي التقدمي للشبكية (CPRA)

هو النوع الأقل شيوعًا لـضمور الشبكية التدريجي. يُعرف ضمور الشبكية المركزي التقدمي في الكلاب باسم ضمور الشبكية الصباغي الظهاري (RPED). يُسبب هذا المرض تدهور الطبقة الصبغية لشبكية العين، مما يؤدي إلى صعوبة الرؤية لدى الكلب في الإضاءة المنخفضة. غالبًا ما تُصيب هذه الحالة الكلاب الأكبر سنًا ولا يسبب دائمًا العمى الكلي التام.

أهم السلالات التي تعاني PRA

يصيب ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب مجموعة متنوعة من السلالات، تشمل أهم السلالات المتأثرة بشكل شائع ما يلي:

  • Bedlington Terrier.
  • Cavalier King Charles Spaniels.
  • Labrador.
  • ريتريفر (Golden Retrievers).
  • Rottweilers (الروت وايلر).
  • American Cocker Spaniels.
  • English Springer Spaniels.

في بعض السلالات، مثل: كلاب الدرواس الإنجليزية القديمة و Bullmastiffs، يبدو أن الجين سائد (بمعنى أن الكلب يحتاج فقط إلى وراثة نسخة واحدة من الجين المعيب ليتأثر بالمرض)، بينما في الهاسكي والساموييد يبدو أنه مرتبط بالجنس ويوجد بشكل رئيسي في ذكور الكلاب.

الأعراض المصاحبة لضمور الشبكية التقدمي في الكلاب

ترتبط الأعراض الشائعة لضمور الشبكية التدريجي في الكلاب ارتباطًا مباشرًا بالقدرة على الرؤية جيدًا. قد تستغرق هذه الحالة شهورًا إلى سنوات حتى يضعف بصر الكلب تمامًا. هذه الحالة ليست مؤلمة، لذا نادرا ما تُلاحظ في مراحل تطورها الأولى. إليك أبرز 5 أعراض للمرض:

  • العمى الليلي

تعاني الكلاب المتأثرة الشعور بالتوتر في الليل، وقد تمتنع عن الذهاب إلى غرف مظلمة.

  • العمى النهاري

مع زيادة تدهور الخلايا العصوية، يحدث العمى أثناء فترات النهار أو عند تسليط ضوء قوي على العينين.

  • يكون الكلب عرضة للاصطدام بالأشياء

قد يكون الكلب قادرًا على التنقل بصورة مدهشة حول الأثاث والجدران المعروفة في منزله، لكن الأشياء أو العوائق الجديدة في البيئات غير المألوفة يمكن أن تسبب تصادمات.

  • عدم القدرة على الاستجابة لإشارات اليد (الأوامر)

يجب ملاحظة الكلب الذي يبدأ في تجاهل إشارات اليد الشائعة أو الأوامر المرئية بحثًا عن العلامات الأخرى لـ PRA. ما قد يبدو في البداية، على أنه نوبة عناد مفاجئة قد يكون فقدان البصر.

  • صعوبة الرؤية عند التعرض إلى الضوء الساطع

تعتمد سرعة التطور على سلالة المرض وصورته. في معظم الحالات، يعاني الكلب فقدان كامل للرؤية على مدار فترة تتراوح من عام إلى عامين.

كيفية تشخيص ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب

في المراحل المبكرة؛ قد يكون من الصعب ملاحظة أي تغيرات واضحة في شبكية العين، لكن مع تقدم المرض، فإن فحص واختبار الجزء الخلفي من العين باستخدام منظار العين يظهر:

  • انعكاسًا متزايدًا لجزء من شبكية العين يُسمى (Tapetum lucidum).
  • تغييرات في العصب البصري.
  • تغيرات في الأوعية الدموية الموجودة بشبكية العين.

عادةً ما ينصح الطبيب البيطري باستشارة طبيب عيون بيطري لاستبعاد الأسباب الأخرى للعمى، وتأكيد التشخيص بواسطة اختبارات متطورة إضافية، مثل:

  • مخطط كهربية الشبكية (ERG).
  • الفحص الجيني لـ PRA الموروث.

علاج ضمور الشبكية التدريجي عند الكلاب

لا يوجد حتى الآن علاج متاح أثبت فاعلية ضد الضمور التدريجي لشبكية العين لدى الكلاب. استخدام المكملات أو الفيتامينات المضادة للأكسدة قد يقلل الضغط على خلايا العدسة ويؤخر تكوين الساد (إظلام عدسة العين). لذا يتجه محبو تربية الكلاب إلى اختيار نوع مناسب لا يعزز حدوث ضمور الشبكية التدريجي الوراثي، كذلك إجراء برنامج رعاية وتزاوج انتقائي لتجنب حدوث وتوارث المرض لدى الجراء.

الأسئلة الشائعة حول ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب

إليك أهم الأسئلة الشائعة حول ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب وإجاباتها:

كم من الوقت يستغرق الكلب حتى يصبح أعمى بسبب PRA؟

تظهر الكلاب المصابة العمى الليلي بعمر 18 شهرًا وتكون عمياء بعمر 36 شهرًا.

هل يجب أن يكون كلا الوالدين خاليين من PRA؟

الوسيلة الوحيدة للتأكد من أن جروك لن يحصل على PRA هي التأكد من أن والديه قد اختُبرا لPRA بنتائج جيدة

نظرًا لأن ضمور الشبكية التدريجي في الكلاب مرض وراثي ليس له سبب آخر معروف، كما أنه من الأمراض التي قد تؤثر سلبًا في حياة الكلب وكذلك البشر، فإن التربية الانتقائية واختيار سلالات معينة لا تحتوي على الصفات الوراثية المسببة للمرض هو الإجراء الوحيد الذي يمكن اتخاذه للمساعدة في تقليل انتشاره بين السكان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة