مرض العظم الزورقي عند الخيول؛ تعرف إلى هذه المتلازمة وأسبابها وكيفية الوقاية منها

ضحى علي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة ضحى علي
مرض العظم الزورقي عند الخيول؛ تعرف إلى هذه المتلازمة وأسبابها وكيفية الوقاية منها

مرض العظم الزورقي عند الخيول (Navicular disease in Horses) أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للعرج في الخيل خاصةً في الأرجل الأمامية، ولكن يعد هذا المرض أقل شيوعًا في المهور وباقي الفصائل الخيلية. قد يتسبب هذا المرض في تلف قدم الحصان وعدم قدرته على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، وفقده لقيمته السوقية. تعرف إلى هذه المتلازمة وأسبابها وكيفية الوقاية منها.

ما مرض العظم الزورقي عند الخيول؟

تشير متلازمة أو مرض العظم الزورقي عند الخيول إلى خلل وظيفي في الأجزاء الهيكلية التي تساعد على استقرار ودعم أرجل الخَيل، وتشمل العظم الزورقي، والوتر المثني العميق (deep digital flexor tendon)، والجراب الزورقي (Navicular bursa). العظم الزورقي في الخيول هو عظم صغير مسطح خلف عظام الرسغ القصيرة (short pastern bone)، وعظام الحافر (coffin bones)، بينما يقع الجراب الزورقي أو كيس السائل الزليلي (synovial liquid) بين عظم الزورق والوتر المثني العميق (DDFT). الوتر المثني الرقمي العميق وتر طويل يتصل بالعضلة الموجودة فوق الركبة.

قد تنتكس أو تتدهور العظام الزورقية في الخيول بمرور الوقت، مما ينتج عنه مرض العظم الزورقي عند الخيول. يصاحب المرض التهاب في الجراب الزورقي، وزيادة الضغط على الوتر المثني. يعد الداء الزورقي سببًا شائعًا للعرج المزمن في الأرجل الأمامية خاصةً في الخيول الرياضية ولا سيما في سلالة كوارتر أو الجواد الربعي (The Quarter Horse). تبدأ أعراض المرض في الظهور في منتصف عمر الحصان وتستمر وتتطور خلال حياة الحصان. لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، لكن مع الرعاية البيطرية المناسبة والعناية بالحافر تطيل الحياة المهنية والرياضية للخيل المصاب.

أعراض مرض العظم الزورقي عند الخيول

تبدأ أعراض مرض العظم الزورقي عند الخيول في صورة عرج طفيف في إحدى الأرجل الأمامية أو كلاهما. يتطور العرج ببطئ وتصبح إحدى القدمين الأماميتين في حالة أسوء من الأخرى، ويظهر عليها العرج واضحًا. قد يُلاحظ أيضًا بعض الأعراض الأخرى، ويشمل ما يلي أهم 8 علامات مبكرة للمتلازمة:

  1. العرج الطفيف والمتقطع في أحد الأطراف الأمامية.
  2. الخطوات القصيرة والمختصرة للأرجل الأمامية.
  3. يزداد العرج سوءًا في الدوائر الضيقة.
  4. اهتزاز خفيف للرأس عند الهرولة أو عند السير سريعًا.
  5. رفض العمل والإحجام عنه، أو العمل أبطأ من المعتاد.
  6. ألم في الكعب، والتردد في وضعه على الأرض خاصةً الأرض الصلبة.
  7. ألم عند ثني مفصل الحافر (fetlock).
  8. النظر من حين لأخر إلى الحافر.

أسباب متلازمة العظم الزورقي في الخيل

السبب الأساسي لحدوث مرض العظم الزورقي عند الخيول غير معروف حاليًا، لكن يوجد العديد من العوامل والنظريات التي قد تفسر أسباب حدوث متلازمة دَاءُ العظام الزورقية، ومن هذه العوامل ما يلي:

ضغط العظم الزورقي

ضغط العظم الزَورَقِيّ وانحباسه تحت الوتر المثني وعظام الرسغ هو العامل الأول للإصابة. يؤدي الضغط المتكرر على هذه المنطقة إلى تأكل غضروف العظم الزورقي وبذلك يصبح الغضروف أقل مرونة وامتصاص للصدمات، ويصبح هذا العظم مكشوفًا لعدم وجود الغضروف لحمايته. يؤدي ذلك إلى الألم نتيجة الاحتكاك المستمر بين العظم والوتر المثني.

تشكيل بنية الحصان

تؤدي بعض العيوب في بنية جسم الحصان في بعض السلالات إلى حدوث مرض العظم الزورقي عند الخيول، مثل: الأقدام الصغيرة والضيقة أوعظام الرسغ عمودية الوضع أو منتصبة على قدم الحصان كما في سلالات خيول الربع الأمريكية. يزيد هذا النوع من الأقدام اهتزاز أو ارتجاج منطقة كعب الحافر المحتوية على العظم الزورقي. تمتلك أيضًا بعض السلالات أصابع طويلة وكعب منخفض كما في سلالات الخيول الأصيلة (Thoroughbreds)، تولد هذه الأصابع ضغطًا مستمرًا على العظم الزورقي والأوتار في أثناء وقوف الحصان.

الحدوة ومرض العظم الزورقي عند الخيول

تعد الحدوة المعدنية غير المرنة وغير المناسبة لحافر الحصان سببًا من أسباب العرج عند الخيول لأنها قد تمنع الإمداد الدموي إلى هذا الجزء من الحافر؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض.

العمل والتمارين الرياضية القاسية

قد يسبب الركض والقفز والعمل على التلال شديدة الانحدار مرض العظم الزورقي عند الخيول، لأن ذلك يولد ضغطًا كبيرًا على أوتار الحافر ويسبب تمدد مفرط في مفصل الحافر والرسغ. يؤدي أيضًا أداء التمارين على أرض صلبة وغير منتظمة إلى زيادة ارتجاج عظام الحافر، ويزيد ذلك من خطر الإصابة بهذه المتلازمة. إضافة إلى ذلك، الوقوف لفترات طويلة سببًا من أسباب المرض، وذلك شائع في خيول الاستعراض والسباق نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى الحافر لعدم حركة الحصان.

مرض العظم الزورقي ووزن الحصان

تزداد فرصة الإصابة بمرض العظم الزورقي عند الخيول ذات الوزن الزائد، بسبب زيادة الحمل النسبي على الأطراف الأمامية. يفسر ذلك سبب حدوث هذا الداء بشكل متكرر في الخيول الأصيلة، وخيول الربع الأمريكي على عكس المهور والخيل العربي.

تشخيص Navicular disease in Horses

يعتمد تشخيص مرض العظم الزورقي عند الخيول على الفحص البدني الشامل، يجري الطبيب البيطري بعض الاختبارات البدنية التشخيصية لتقيم العرج، ومنها ما يلي:

  • اختبار العرج.
  • هرولة الحصان في خطوط ودوائر مستقيمة.
  • فحص القدم بحثًا عن موضع الألم باستخدام أجهزة اختبار الحوافر.
  • اختبار انثناء القدم لتحديد موقع العرج، حيث يسبب الانثناء ضغطًا على مفاصل الرجل المختلفة.

يقوم الطبيب البيطري بعمل إحصار عصبي بمجرد تحديد موقع الألم. يحقن الطبيب البيطري مخدر موضعي حول الأعصاب أو في الجراب الزورقي ويساعد ذلك على تحسين أو تخفيف العرج المرتبط بمرض العظم الزروقي عند الخيول. تساعد أيضًا بعض الاختبارات الإشعاعية في تشخيص المرض وتحديد مدى إصابة العظم الزورقي والوتر المثني العميق (DDFT) والجراب الزورقي، وتشمل ما يلي:

  • الأشعة السينية (X-rays).
  • الموجات فوق الصوتية (ultrasound).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRIs).

تساعد هذه الاختبارات التشخيصية في تحديد مسار أفضل للعلاج بمجرد تحديد مدى الضرر الواقع على العظم الزورقي.

علاج متلازمة العظام الزورقية في الخيول

يهدف علاج مرض العظم الزورقي عند الخيول إلى تحسين صحة أرجل الحصان وتقليل الألم والالتهابات. لا يوجد علاج واحد لجميع الحالات نظرًا لتعدد أسباب المرض، يوجد مجموعة من الأساليب الذي يتبعها الطبيب البيطري تساعد على راحة الحصان وسلامة القدم، وتشمل ما يلي:

العناية بالحافر

ارتداء الحدوة المناسبة لقدم الحصان من أهم طرق العناية الضرورية لعلاج متلازمة العِظام الزورقية. يستخدم البيطار حدوة بيضاوية خاصة مصممة لرفع الكعب ودعمه أو أحذية مستقيمة تساعد على تقليل الضغط على عظم الزورق والوتر المثني العميق وتحسين توازن قدم الحصان عمومًا.

العلاجات الدوائية لمرض العظم الزورقي

يستخدم الطبيب البيطري مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل: فينيل بوتازون وإكيويوكس للمساعدة في تقليل الالتهاب والألم على المدى القصير. كما يستخدم أيضًا حقن الكورتيكوستيرويد أو حمض الهيالورونيك أو منتجات دوائية أخرى، مثل: PRP, IRAP, Pro-stride. تحقن هذه الأدوية مباشرةً في المنطقة المصابة لتقليل الالتهاب والألم وتعزيز صحة الجراب الزورقي.

تساعد أيضًا موسعات الأوعية الدموية على تحسين تدفق الدم إلى أوعية الحافر، مثل: إيزوكسوبرين وبنتوكسيفيلين. تستخدم أيضًا مضادات التخثر، مثل: الورفارين والأسبرين للمساعدة على تحسين تدفق الدم إلى الحافر، لكنها قد تكون غير مناسبة في بعض الحالات. يوصي الطبيب البيطري باستخدام بعض المكملات الغذائية، مثل: Osphos ويحقن عضليًا مرة كل 6 – 18 شهر للمساعدة في تعزيز ومنع هشاشة العظام.

التدخل الجراحي لعلاج مرض العظم الزورقي في الخيول

قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية في بعض الإصابات الشديدة، يقوم فيها الطبيب باستئصال العصب أو قطع أعصاب القدم لإزالة الألم نهائيًا. يجرى الطبيب الجراحة كحل أخير بعد فقدان الأمل في التئام وشفاء العظم الزورقي، لكن لا يعد ذلك أفضل علاج لمرض العظم الزورقي عند الخيول لوجود الكثير من المضاعفات الشديدة وغير المرغوبة التي تتبع هذا الإجراء، ومنها ما يلي:

  • ورم عصبي مؤلم في النهايات العصبية المقطوعة.
  • تمزق في الوتر المثني الرقمي العميق.
  • تلف قدم الحصان.
  • لا يستعيد الخيل نفس مستواه الرياضي.
  • يصبح الحصان غير قادر على المنافسة.
  • خفض القيمة السوقية للحصان.

الشفاء من مرض العظم الزورقي عند الخيول

تتطور عملية علاج مرض العظم الزورقي عند الخيول مع تطور الطب، لكن يصعب الشفاء التام والعلاج الكامل لهذا النوع من أمراض العظام التنكسية. تساعد الرعاية البيطرية، والعناية بالحافر على استمرار خيلك في العيش حياة مريحة ورياضية لسنوات عديدة. قد يحتاج الخيل إلى أحذية متخصصة وتقليم أو تشذيب مستمر للأظافر وفقًا لجدول زمني بالإضافة إلى استخدام الأدوية المذكورة أعلاه. يُحتمل تغيير خطة العلاج وقد يزداد الأمر سوءًا ويصبح الحصان أكثر انزعاجًا مع تقدم الوقت.

يتسبب مرض العظم الزورقي عند الخيول في كثير من الأعراض المصاحبة، مثل: التهاب المفاصل، فيصبح العرج أكثر وضوحًا، وفقدان الوزن، والإجهاد، ومشاكل صحية أخرى. يؤدي استخدام الأدوية المضادة للالتهابات لفترات طويلة إلى مشكلات متعددة في الكلى أو الجهاز الهضمي.

الوقاية من داء العظم الزورقي في الخيل

لا يمكن الوقاية من مرض العظم الزورقي عند الخيول في الحالات الوراثية أو بعض السلالات الأكثر عرضة للمرض، لكن يوجد بعض النصائح التي تهدف إلى تعزيز صحة القدم وتساعد في منع أو تقليل الإصابة بهذه المتلازمة، وتشمل ما يلي:

  • العناية المستمرة بالقدم مع قص الحوافر بانتظام، وارتداء الحدوة المناسبة وفقًا لتعليمات الطبيب.
  • التغذية الجيدة باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن للحفاظ على صحة العظام والأربطة.
  • التمارين الرياضية المناسبة وتجنب الإفراط في إجهاد الخيل مع منحه وقتًا كافيًا للراحة بين فترات التدريب.
  • تجنب التدريب المكثف على الأرض الصلبة وشديدة التدرج.
  • الفحوصات البيطرية المنتظمة تساعد على تحديد وعلاج مشكلات القدم قبل أن تصبح شديدة.

هل يمكن ركوب الحصان المصاب بمرض العظام الزورقي؟

يعتمد ذلك على شدة المرض، يمكن ركوب الحصان المصاب بداء العظم الزورقي إذا وافق الطبيب البيطري على ذلك بعد التشخيص. يفضل عند الركوب إعطاء الحصان الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف الألم والسيطرة على الالتهابات.

هل الحصان المصاب بمتلازمة العظام الزورقي يعاني الألم؟

نعم، متلازمة العظم الزورقي من الأمراض المؤلمة للحصان، وينشأ عنها الألم في هياكل العظام والأنسجة الرخوة. يعد هذا المرض سببًا شائعًا لعرج الأرجل الأمامية في الخيول.

ما العمر الذي يصاب فيه الخيل بداء العظام الزورقي؟

تشخص متلازمة العظم الزورقي غالبًا بين سن 4 – 15 عام. يعد المرض أكثر شيوعًا في خيول الربع، والخيول الأصيلة.

ختامًا، يعد مرض العظم الزورقي عند الخيول (Navicular disease in Horses) من الأمراض المؤلمة التي قد تؤدي إلى تلف قدم الحصان، لذلك لا بد من الفحص البيطري المنتظم للخيول خاصةً الأكثر حساسية للمرض لتجنب الدخول في مراحل غير مرغوبة من هذا المرض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة